الخروج من المستشفى
في أفضل سيناريو للولادة المهبلية غير المعقدة، يمكن خروج الأم والطفل اللذين يتمتعان بصحة جيدة من المنشأة الصحية في غضون 24 ساعة، وفي كثير من الأحيان بعد حوالي 4 ساعات من تلقي رعاية ما بعد الولادة .1 هذا، وتقدم دراسة تجريبية أجرتها منظمة الصحة العالمية (WHO) قائمة مرجعية بالمعايير التي يجب استيفاؤها قبل الخروج من المستشفى، وتشمل: أنه يجب السيطرة على نزيف الأم، ولا ينبغي أن تظهر على الأم أو الطفل أي علامات عدوى، ويجب أن يرضع الطفل رضاعة طبيعية جيدة .1-4 إذا أُجريت عملية الولادة في المنزل، يجب أن يكون الاتصال الأول بأخصائيي رعاية صحية مؤهل في أقرب وقت ممكن خلال الساعات الـ 24 الأولى من الولادة1.
إذا احتاجت الأم أو الطفل إلى رعاية مستمرة بعد الولادة، عندئذٍ يتم إدخالهما إلى جناح ما بعد الولادة في مستشفى محلي.5،6 وقد يشمل ذلك الإقامة ليلة واحدة على الأقل في المستشفى إذا كانت الأم قد خضعت لـ: ولادة قيصرية، سواء أكانت اختيارية أو طارئة، للولادة بمساعدة الملقط أو جهاز شفط الجنين الذي يتطلب إجراء خياطة في غرفة العمليات أو مراقبة حالة الحمل، على سبيل المثال تسمم الحمل، أو إذا كان الطفل بحاجة إلى المراقبة بسبب صعوبة الرضاعة.'
الاتصال في فترة ما بعد الولادة مباشرةً
تنص إرشادات منظمة الصحة العالمية على أنه يجب أن يتلقى جميع الأطفال والأمهات ما لا يقل عن أربع زيارات إضافية بعد الولادة، ومن المستحسن أن تكون في المنزل، لتقييم صحتهم الجسدية ودعمهم في رعاية حديث الولادة وذلك في اليوم الثالث واليوم الخامس والرابع عشر وفي غضون 6 إلى 8 أسابيع بعد الولادة7. وتشمل الموضوعات الرئيسية التي يتم مناقشتها مع الوالدين الصحة النفسية والترابط والتعلق والرضاعة والنوم الآمن والتطعيمات والدعم الاجتماعي وإستراتيجيات التأقلم لإدارة الصحة البدنية اليومية وكذلك صحة الأمهات1،2.
في غضون 10-14 يومًا بعد الولادة، يجب سؤال جميع النساء عن صحتهن النفسية، بما في ذلك القلق والاكتئاب بناءً على إرشادات المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة (NICE)8 وتكرار هذا السؤال في كل اتصال. ويجب مراعاة الصحة النفسية للشريك نظرًا لتأثيرها على صحة الأسرة بشكل عام.
ضمن هذا الإطار، يوضح البيان المشترك الصادر عن منظمة الصحة العالمية وصندوق الطوارئ الدولي للأطفال التابع للأمم المتحدة (اليونسيف) مدى فائدة الزيارات المنزلية لكل من الأم والطفل على حد سواء. ويمكن أيضًا استخدام الزيارات المنزلية لتقديم المشورة بشأن رعاية حديثي الولادة بما في ذلك دعم الرضاعة الطبيعية، وإبقاء الطفل دافئًا، والحث على غسل اليدين والعناية الصحية بالحبل السري والعناية بالبشرة والنوم الآمن والتطعيمات. وتشمل توصيات الرعاية هذه، على سبيل المثال لا الحصر:1، 8
تنظيف الحبل السري وتجفيفه والعناية به
تأخير التحميم لمدة 24 ساعة على الأقل بعد الولادة (أو ست ساعات على الأقل إذا كانت مدة 24 ساعة غير مقبولة من الناحية الثقافية)
يوصى بارتداء الطفل ملابس مناسبة لدرجة الحرارة المحيطة. وهذا يعني ارتداء طبقة أو طبقتين من الملابس أكثر من البالغين، ويجب عدم ارتداء قبعات/قلنسوات داخل المنزل
النوم الآمن
التطعيمات
الرضاعة
تقييم حديث الولادة
توصي منظمة الصحة العالمية عند تقييم الطفل في كل زيارة من زيارات الاتصال بعد الولادة بإحالة الطفل لإجراء مزيد من التقييم في حالة وجود أي من العلامات التالية، ويجب حث الأسرة على طلب المساعدة إذا وجدوا هذه العلامات بين الزيارات: 1،2
الرضاعة
لا تزال منظمة الصحة العالمية واليونسيف تحرصان على التوصية بإرضاع الرُّضع رضاعةً طبيعيةً وعلى وجه التحديد خلال الأشهر الستة الأولى من الحياة.1 ولتسهيل الرضاعة الطبيعية، يوصى بوضع الأطفال حديثي الولادة القادرين على الرضاعة الطبيعية على ثدي الأم في أقرب وقت ممكن بعد الولادة، ويُفضل أن يتم ذلك خلال الساعة الأولى من الولادة إذا كانت الأم والطفل في وضعٍ يسمح بذلك.1، 9،10وتوضح "مبادرة المستشفيات الصديقة للأطفال" كيفية دعم الأمهات للقيام بالرضاعة الطبيعية، بما في ذلك الخطوات التالية لمرحلة ما بعد الخروج من المستشفى والذهاب إلى المنزل:10
تقديم المشورة بشأن رضاعة الرُّضع أثناء جميع الاتصالات التي تتم بعد الولادة
تقديم الدعم المجتمعي، بما في ذلك مجموعات دعم الأم وأنشطة تعزيز الصحة المجتمعية والتوعية
التطعيم
تواصل منظمة الصحة العالمية سعيها لضمان حماية كل شخص من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.12 وفي المملكة المتحدة، يجب تقديم التطعيمات لجميع الأطفال وآبائهم. وتحتفظ أقسام الممارسات العامة والسجلات الصحية للأطفال بسجل للأطفال دون سن الخامسة، وتدعو العائلات لتلقي التطعيمات والتسجيل الدائم لأي تفاعلات مضادة في سجل الممارس العام.
حيثما اقتضى الأمر، لا بد وأن يسعى التخطيط المحلي إلى استهداف الأسر المستبعدة أو المعرضة للخطر (بما في ذلك اللاجئون والمشردون والأسر المتنقلة والأمهات بالغات الصغر والأشخاص غير المسجلين لدى ممارس عام والأشخاص الجدد في المنطقة). ويمكن الاطلاع على الجدول الحالي للتطعيمات الروتينية، بالإضافة إلى اللقاحات الإضافية الموصى بها لبعض المجموعات، على صفحة التطعيمات لدى هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS).
دعم الصحة النفسية خلال فترة الولادة
إن الزائرين الصحيين هم خير من يتولى عملية تعزيز الصحة النفسية للأم والشريك؛ حيث تتعرض واحدة من كل أربع نساء لأمراض خلال فترة الولادة. ويمكن للزائرين الصحيين تقييم مخاطر وعلامات مشكلات الصحة النفسية، ودعم حالات المرض النفسي الخفيفة إلى المتوسطة خلال فترة الولادة، وإحالتها إلى رعاية أكثر تخصصًا، عند الاقتضاء13. ومن الشائع ظهور حالات التغيرات المزاجية والتهيج ونوبات البكاء بعد الولادة. وغالبًا ما يُشار إلى هذه الأعراض باسم "الاضطراب النفسي العابر بعد الولادة" (Baby Blues)، والتي تصيب ما يقرب من نصف الأمهات الجدد وتستمر من 5 إلى 10 أيام.13
في حالة استمرار أعراض انخفاض الحالة المزاجية والقلق ، فمن الممكن أن يكون ذلك اكتئاب ما بعد الولادة.13ويمكن أن تحدث مشكلات الصحة النفسية خلال فترة الولادة مثل الاكتئاب والقلق لواحدة من كل أربع نساء أثناء الحمل وفي السنة الأولى بعد الولادة.14وتشمل هذه الأعراض أعراض الاكتئاب مثل البكاء، والشعور بالعجز، وفقدان الشهية، وكذلك الذعر الحاد والقلق، والتي قد تؤدي في بعض الحالات إلى إيذاء النفس والانتحار.13
خلال زيارات ما بعد الولادة للوالدين اللذين ينتظران مولودًا جديدًا، يجب سؤال النساء وشريكهن عن تجربتهما كوالدين واستكشاف مشاعرهما وتوقعاتهما. ويلعب الزائرون الصحيون دورًا مهمًا عن طريق توعية كل من الأمهات والشركاء حول اكتئاب وقلق ما بعد الولادة حتى يتمكنوا من الحصول على المساعدة إذا لاحظوا أيًا من العلامات والأعراض في أنفسهم أو في شركائهم.13
ضمان الصحة النفسية المثلى للرضيع
يعد تعزيز الصحة النفسية للأم هو مفتاح العلاقة الصحية بين الطفل والوالدين. يحتاج الأطفال من الوالدين الاهتمام بمشاعرهم لمساعدتهم على النمو ليصبحوا بالغين أصحاء وأسوياء.20 وتنمو عقول الأطفال بأسرع ما يكون، وتكون في "أفضل" حالاتها في الرحم وفي السنوات الأولى من العمر. وخلال هذه الفترة، يكون العقل مهيأً للتعلم والنمو. وتكون هذه الفترة هي وقت التطور المعرفي واللغوي والاجتماعي والعاطفي والحركي بشكل سريع. كما يحفز حمل الطفل واحتضانه والتحدث معه نمو العقل ويعزز التطور الوجداني. ولا شك أن إبقاء الرضيع بالقرب من الوالدين ورعايته عند الطلب يضمن شعور الرضيع بالأمان العاطفي.21، 22
وتعد العلاقات بين الوالدين والرضيع ذات أهمية حيوية، ويلعب الزائرون الصحيون دورًا مهمًا أثناء تفاعلاتهم لضمان التطور الاجتماعي والعاطفي والعقلي الأمثل للطفل. كما يمكن للزائرين الصحيين المساعدة عن طريق تقديم إرشادات عملية للوالدين الجديدين حول الإشارات لفهم احتياجات الطفل وكيفية تهدئته ورعاية نموه منذ الولادة.21
لمعرفة المزيد حول العناية ببشرة الأطفال حديثي الولادة ورعايتها، يُرجى قراءة المشكلات الشائعة المتعلقة ببشرة الأطفال حديثي الولادة والرُّضع الواردة هنا.